الثلاثاء، 15 سبتمبر 2015

حدث في صباح باكر .... قصة قصيرة د.حياة الربيع


حدث في  صباح باكر .... قصة قصيرة
د.حياة الربيع
http://hayatrabi.blogspot.com/
خرج باكرا  من الفندق مسرعا بدون ان يتناول فطوره على امل ان يصل مقر عمله الجديد في البلدة التي انتقل لها مؤخرا ليقدم اوراقه الى الادارة  ...لم يتسنى له تسخين محركه عجلته  في يوم من ايام الشتاء القارص محتميا بمعطفه ..أنطلق مسرعا في رحلته خوفا من انطفاء المحرك وهو يدرك ان اوان تبديل البطارية قد ازف ...ولكنه لم يكن بحال مادي  يسمح له بصرف مبلغ الاستبدال... فاثر ان يقوم بطلب المعونة من المارة في حالات عدم تمكنه من تشغيل المحرك...كانت الشوارع مبتلة بفعل امطار شهر كانون مما جعله يفكر بضرورة  تغير اطارات عجلته البالية هي الاخرى ..أنطلق في  المدينة الخالية سوى من بعض المارة ...مما شجعه على السير بسرعة اكبر خشية انطفاء المحرك  بسبب برودته  الطقس ...وصل الى جسر المدينة الذي يعبر النهر الذي يقسمه الى شطرين ...صعد الجسر بزاوية تصل الى اربعين درجة حتى وصل الى منتصفه ثم انحدر  نزولا ...اسرعت عجلته بفعل انحناء الجسر ولم يتمكن من تخفيف سرعته لكي لا يتسبب في انطفاء محرك سيارته ....كانت هناك مجموعة من اطفال المدارس على جهة الطريق متجهين الى مدارسهم صباحا يتبادلون الكلمات والركلات فيما بينهم ...اسرع أصغرهم بالركض عابرا الطريق وهو يعطي ظهره للعجلة بشكل مفاجيء حتى اصبح في منتصف الشارع...هم بالضغط على الفرامل  للتوقف...  حتى سمع صوت الارتطام  بمقدمت العجلة ....
مرت الثواني اللاحقة وكانها دهرا من الزمان على الرجل وبدأ  يتسائل  ...كيف ساجد هذا الطفل ؟؟؟ ..وماذا سيحل بي انا شخصيا ...كان موقفا لا يحسد عليه ...وهو لا يعرف هل نفق الطفل او تكسرت عظامه او ارتجت جمجمته في احسن الظروف ....هل ساودع التوقيف ؟؟؟ و يحكم علي بعدة سنين من السجن  ؟؟؟ ...ماذا سيحل بعائلتي ؟؟؟...مر الشريط الدرامي بسرعة مذهلة وهو يترجل من السيارة متفقدا الطفل المسكين ..وتكاد ساقيه تنوء بحمله من شدة الاعياء الفكري ...رفع الطفل على ذراعه ولم يكن يتجاوزالسادسة من عمره وادخله السيارة ..وطلب من الواقفين جانبا ممن يعرف الطفل بمرافقتنا الى اقرب مستشفى  ...تبرع شاب فورا و اسرع الى اقرب مستشفى ...وفي قسم الحوادث و الطوارئ ...فتح الطفل عينه واسترد كامل وعيه وبدا بالكلام..واظهرت  الرسوم الشعاعية سلامته من الكسور ..

تنفست الرجل الصعداء وشكر الرب على سلامت الطفل  وخلاصه من هذا الموقف الصعب ......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق