رحلة
الى اليوتوبيا ....قصة ..ج12
د. حياة
الربيع
انطلق وليد
مع الاربعيني في جولة في المدينه الجميلة حتى مروا بمبنى يجذب الانظار ..
قال
الاربعيني ..(هل تحب ان تدخل انه مقر المجلس الروحي ..لمجتمع اليوتوبيا وفيه يكتسب
المواطن اليوتوبي الدعم الروحي المطلوب للتناسق مع المطالب المادية الضرورية ..
من خلال
التعرف على الخارطة الجينية للبشر تم تميز كل الصفاة السيئة والضارة في النفس
البشرية ..ومن اهمها ..الغل والحقد والكراهية ..واستطاع علماء اليوتوبيا من
استأصالها ..وانتاج جيل خالي من امراض النفس المهلكة ..ناهيك على قدرة انتاج
الاعضاء وزراعتها وبذلك لم يعد هناك وجود
للمرض او الشيخوخة..
وليد
..( عزيزي كل ما تقوله جميل ..ماذا عن الموت ..والحياة الثانية ..؟؟؟)
الاربعيني
...( سؤال جميل ...والاجابة بسيطة جدا ...سكان اليوتوبيا لا يشغلهم التفكير في
حياة اخرى ..طالما كانت حياتهم في اليوتوبيا تلبي جميع ما يحلمون به ......فلسفة
انتظار المجهول للخلاص من الواعع المزري والظالم والمخيف لم تعد لها ارضية ...جميع
ما تبشر به فلسفات الغيبية قد فقدت رونقها
والحاجة لها ...لماذا تشتري ارضى في الجنة ..وانت تسكن فيها ...؟؟؟لماذا
تنتظر" غودو " وانت تعيش معه
وجميع حاجاتك تجدها بمتناول يدك ؟؟..الناس هنا لا يحتاجون لجهنهم لاخافتهم بالغيب ..لا يوجد مجهلون ولا
مغيبون ...كما انهم لا يحلمون بجنه وسعادة اكثر مما يعيشونه في يوتوبيا ...
ببساطة
...الساكنين في اليوتوبيا لا يغادرونها ...!!!!
وليد
...(انت تذكرني بالفيلسوف ابن رشد وأهمّية كون االثقافة تقف أمام تحدّي مدى سيطرة العقلانية على الفكر
والحياة بمختلف ميادينها في مواجهة الفكر الظلاميّ الغيبيّ وإلى العودة
للعقل والبرهان والتعدّدية والاختلاف. وهو ايضا ما اشار اليه المفكر نصر حامد ابوزيد
في كتابه “الخطاب والتأويل” يذهب ابن
رشد إلى إعطاء الأولوية للعلم على الدين، لإدراكه أنّ العلم المتقدّم ينير العمل
ويصوّب مقاصد الإنسان، والاهم من ذلك ان العلم يرتبط اصلا بالعقل الذي كلما ارتفع
به الإنسان كلما اشتد ايمانه القائم على هذا العقل والبعيد عن الخرافات والغيبيات،
وهو ما يعطي لهذا الايمان وثوقا وقوة. بل إنّ العلم والتعليم العام للبشر يشكلان
عنصرا في تحقيق سعادة الإنسان بما يساعده على إدراك الحق وتمييز الخير من الشر.
وفي سياق الاشارة إلى آرائه الأخلاقية، يتحدث ابن رشد عن الكمالات الإنسانية
فيعددها بأربع، الأولى تتصل بالفضائل النظرية ويعني بها العقل الفلسفيّ، والثانية
تتناول الفضائل العلمية بما يعني العلم وتطبيقاته في العمل، والثالثة تتعلق
بالفضائل العملية وهي المرتبطة بالأخلاق والسياسة عامة، وأخيرا الفضائل الخلقية
المخصوصة تحديدا بالسلوك الأخلاقي وما يترتب عليه في الممارسة العملية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق