الحب وحده لا يكفي ...........ج14 حياة الربيع
ولكن وعندما كبرت لم يتبقى من هولاء اليهود العراقيين ..وبسبب الحقد الاعمى وروح الكراهية التي تفشت قي قلوب البعض و اعمت بصائرهم ...ولم تعد الحكمة ولا الايمان يقف ضد الجرائم وطغى سوء الخلق على الغوغاء.....لم يتبقى سوى بيت واحد لمراءة يهودية طاعنة في السن وولدها المعوق ذهنيا ...كانت امي والبعض من نساء الحي يدخلون عليها لمساعدتها وتقديم الطعام لها ..اما ابنها فكان يخرج كل مساء يطوف شوارع الحي القريبة ويلقي التحية على من يصادفهم بكلمة (ادونك ..) اي اشلونك ...ومعناها كيفك ...كلما اتذكر هذا الصبي ..تدمع عيني.... من القهر الذي يمارسه البشر ضد اخوانهم في الانسانية ...لمادا انتزعت الرحمة من قلوبنا ..اننا اسوء من الوحوش الضارية ... انها ذكريات مؤلمة ...كنت اتكلم وهيفاء تنصت لي باهتمام وراحت عيناها تتلألأ بدمع حبيسة مقلتيها بسبب تاثرها ...قلت لها ..حبيبتي هيفاء اني اسف لما سببته لك من الم ...قالت ..لا ابدا حبيبي اني تذكرت والدتي وكم كانت معاناتها منذ طفولتها وحتى وفاتها ...لم تنعم بطفولة جميلة وتربت يتيمة الابوين ...وماتت ولم تسعد باولادها .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق