الحرب ..والسلام ......ص3... د.حياة الربيع
تمكن محسن ان يعيش المغامرة الرومانسية ...بعد ان سرقها من اعين المجتمع ...استمتع بساعات حياته ...التي لم يجد لها اي معنى في حرب ضروس لا مبرر لها ....التحق فيها وهو غير مقتنع بها ...كانت المكالمة الهاتفية مع حبيبته تمثل الرابط بالحياة في ظل واقع الموت الذي يعيشه في جبهة القتال ...
قال محسن مرة لحبيبته ...( هل تدركين حبيبتي ...اول يوم دخلت فيه الى موضع امامي في الجبهه ماذا احسست ...وكأن الاسماء انطبقت على الارض وسحقت كل عظامي ...كان ضيق جدا وذو سقف منخفض ..حفرة لا يطيقها الجرذ الصحراوي ...حشرت بها ...انا و(اليطغ ) الذي انام عليه ...والقصف المدفعي ينهال على رأسي .....فكرت ان ادعي الجنون لاخلص من هذا الموقف البشع ....ولكن عزة نفسي ورجولتي منعتني .....
كنت كلما نزلت في اجازة ...اقول مع نفسي لن ارجع للجبهه ثانيتا ...وكيف ارجع للموت غير المبرر ابدا... دماء البشر تسيل ..تدمير وخراب ...وتعطيل للحياة ...اه كم تمنيت ان اكون عامل نظافة في مستشفى المدينة على ان اكون طبيبا في جبهة القتال ...بسبب القصف المدفعي تحول نهارنا الى سبات داخل الملاجئ الامامية ...وليلنا وقت مغادرة الملاجيءللخروج لاستنشاق الهواء ..الممزوج برائحة البارود والدماء ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق